الكتاب المقدس


العودة إلى الصفحة الرئيسية

Return previous page


« الفصل 17 «--- 1 ملوك ---» الفصل 19»

الفصل 18:1 - 46

الفصل 18

  1   وبعد أيام كثيرة كان كلام الرب إلى إيليا في السنة الثالثة قائلا : اذهب وتراء لأخآب فأعطي مطرا على وجه الأرض

  2   فذهب إيليا ليتراءى لأخآب . وكان الجوع شديدا في السامرة

  3   فدعا أخآب عوبديا الذي على البيت ، وكان عوبديا يخشى الرب جدا

  4   وكان حينما قطعت إيزابل أنبياء الرب أن عوبديا أخذ مئة نبي وخبأهم خمسين رجلا في مغارة وعالهم بخبز وماء

  5   وقال أخآب لعوبديا : اذهب في الأرض إلى جميع عيون الماء وإلى جميع الأودية ، لعلنا نجد عشبا فنحيي الخيل والبغال ولا نعدم البهائم كلها

  6   فقسما بينهما الأرض ليعبرا بها . فذهب أخآب في طريق واحد وحده ، وذهب عوبديا في طريق آخر وحده

  7   وفيما كان عوبديا في الطريق ، إذا بإيليا قد لقيه فعرفه ، وخر على وجهه وقال : أأنت هو سيدي إيليا

  8   فقال له : أنا هو . اذهب وقل لسيدك : هوذا إيليا

  9   فقال : ما هي خطيتي حتى إنك تدفع عبدك ليد أخآب ليميتني

  10   حي هو الرب إلهك ، إنه لا توجد أمة ولا مملكة لم يرسل سيدي إليها ليفتش عليك ، وكانوا يقولون : إنه لا يوجد . وكان يستحلف المملكة والأمة أنهم لم يجدوك

  11   والآن أنت تقول : اذهب قل لسيدك : هوذا إيليا

  12   ويكون إذا انطلقت من عندك ، أن روح الرب يحملك إلى حيث لا أعلم . فإذا أتيت وأخبرت أخآب ولم يجدك فإنه يقتلني ، وأنا عبدك أخشى الرب منذ صباي

  13   ألم يخبر سيدي بما فعلت حين قتلت إيزابل أنبياء الرب ، إذ خبأت من أنبياء الرب مئة رجل ، خمسين خمسين رجلا في مغارة وعلتهم بخبز وماء

  14   وأنت الآن تقول : اذهب قل لسيدك : هوذا إيليا ، فيقتلني

  15   فقال إيليا : حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه ، إني اليوم أتراءى له

  16   فذهب عوبديا للقاء أخآب وأخبره ، فسار أخآب للقاء إيليا

  17   ولما رأى أخآب إيليا قال له أخآب : أأنت هو مكدر إسرائيل

  18   فقال : لم أكدر إسرائيل ، بل أنت وبيت أبيك بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم

  19   فالآن أرسل واجمع إلي كل إسرائيل إلى جبل الكرمل ، وأنبياء البعل أربع المئة والخمسين ، وأنبياء السواري أربع المئة ، الذين يأكلون على مائدة إيزابل

  20   فأرسل أخآب إلى جميع بني إسرائيل ، وجمع الأنبياء إلى جبل الكرمل

  21   فتقدم إيليا إلى جميع الشعب وقال : حتى متى تعرجون بين الفرقتين ؟ إن كان الرب هو الله فاتبعوه ، وإن كان البعل فاتبعوه . فلم يجبه الشعب بكلمة

  22   ثم قال إيليا للشعب : أنا بقيت نبيا للرب وحدي ، وأنبياء البعل أربع مئة وخمسون رجلا

  23   فليعطونا ثورين ، فيختاروا لأنفسهم ثورا واحدا ويقطعوه ويضعوه على الحطب ، ولكن لا يضعوا نارا . وأنا أقرب الثور الآخر وأجعله على الحطب ، ولكن لا أضع نارا

  24   ثم تدعون باسم آلهتكم وأنا أدعو باسم الرب . والإله الذي يجيب بنار فهو الله . فأجاب جميع الشعب وقالوا : الكلام حسن

  25   فقال إيليا لأنبياء البعل : اختاروا لأنفسكم ثورا واحدا وقربوا أولا ، لأنكم أنتم الأكثر ، وادعوا باسم آلهتكم ، ولكن لا تضعوا نارا

  26   فأخذوا الثور الذي أعطي لهم وقربوه ، ودعوا باسم البعل من الصباح إلى الظهر قائلين : يا بعل أجبنا . فلم يكن صوت ولا مجيب . وكانوا يرقصون حول المذبح الذي عمل

  27   وعند الظهر سخر بهم إيليا وقال : ادعوا بصوت عال لأنه إله لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فيتنبه

  28   فصرخوا بصوت عال ، وتقطعوا حسب عادتهم بالسيوف والرماح حتى سال منهم الدم

  29   ولما جاز الظهر ، وتنبأوا إلى حين إصعاد التقدمة ، ولم يكن صوت ولا مجيب ولا مصغ

  30   قال إيليا لجميع الشعب : تقدموا إلي . فتقدم جميع الشعب إليه . فرمم مذبح الرب المنهدم

  31   ثم أخذ إيليا اثني عشر حجرا ، بعدد أسباط بني يعقوب ، الذي كان كلام الرب إليه قائلا : إسرائيل يكون اسمك

  32   وبنى الحجارة مذبحا باسم الرب ، وعمل قناة حول المذبح تسع كيلتين من البزر

  33   ثم رتب الحطب وقطع الثور ووضعه على الحطب ، وقال : املأوا أربع جرات ماء وصبوا على المحرقة وعلى الحطب

  34   ثم قال : ثنوا فثنوا . وقال : ثلثوا فثلثوا

  35   فجرى الماء حول المذبح وامتلأت القناة أيضا ماء

  36   وكان عند إصعاد التقدمة أن إيليا النبي تقدم وقال : أيها الرب إله إبراهيم وإسحاق وإسرائيل ، ليعلم اليوم أنك أنت الله في إسرائيل ، وأني أنا عبدك ، وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور

  37   استجبني يارب ، استجبني ، ليعلم هذا الشعب أنك أنت الرب الإله ، وأنك أنت حولت قلوبهم رجوعا

  38   فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ، ولحست المياه التي في القناة

  39   فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا : الرب هو الله الرب هو الله

  40   فقال لهم إيليا : أمسكوا أنبياء البعل ولا يفلت منهم رجل . فأمسكوهم ، فنزل بهم إيليا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك

  41   وقال إيليا لأخآب : اصعد كل واشرب ، لأنه حس دوي مطر

  42   فصعد أخآب ليأكل ويشرب ، وأما إيليا فصعد إلى رأس الكرمل وخر إلى الأرض ، وجعل وجهه بين ركبتيه

  43   وقال لغلامه : اصعد تطلع نحو البحر . فصعد وتطلع وقال : ليس شيء . فقال : ارجع سبع مرات

  44   وفي المرة السابعة قال : هوذا غيمة صغيرة قدر كف إنسان صاعدة من البحر . فقال : اصعد قل لأخآب : اشدد وانزل لئلا يمنعك المطر

  45   وكان من هنا إلى هنا أن السماء اسودت من الغيم والريح ، وكان مطر عظيم . فركب أخآب ومضى إلى يزرعيل

  46   وكانت يد الرب على إيليا ، فشد حقويه وركض أمام أخآب حتى تجيء إلى يزرعيل


العودة إلى الصفحة الرئيسية

Return previous page

شكر وتقدير