الكتاب المقدس


العودة إلى الصفحة الرئيسية

Return previous page


« الفصل 13 «--- 2 صموئيل ---» الفصل 15»

الفصل 14:1 - 33

الفصل 14

  1   وعلم يوآب ابن صروية أن قلب الملك على أبشالوم

  2   فأرسل يوآب إلى تقوع وأخذ من هناك امرأة حكيمة وقال لها : تظاهري بالحزن ، والبسي ثياب الحزن ، ولا تدهني بزيت ، بل كوني كامرأة لها أيام كثيرة وهي تنوح على ميت

  3   وادخلي إلى الملك وكلميه بهذا الكلام . وجعل يوآب الكلام في فمها

  4   وكلمت المرأة التقوعية الملك ، وخرت على وجهها إلى الأرض وسجدت وقالت : أعن أيها الملك

  5   فقال لها الملك : ما بالك ؟ . فقالت : إني امرأة أرملة . قد مات رجلي

  6   ولجاريتك ابنان ، فتخاصما في الحقل وليس من يفصل بينهما ، فضرب أحدهما الآخر وقتله

  7   وهوذا العشيرة كلها قد قامت على جاريتك وقالوا : سلمي ضارب أخيه لنقتله بنفس أخيه الذي قتله ، فنهلك الوارث أيضا . فيطفئون جمرتي التي بقيت ، ولا يتركون لرجلي اسما ولا بقية على وجه الأرض

  8   فقال الملك للمرأة : اذهبي إلى بيتك وأنا أوصي فيك

  9   فقالت المرأة التقوعية للملك : علي الإثم يا سيدي الملك وعلى بيت أبي ، والملك وكرسيه نقيان

  10   فقال الملك : إذا كلمك أحد فأتي به إلي فلا يعود يمسك بعد

  11   فقالت : اذكر أيها الملك الرب إلهك حتى لا يكثر ولي الدم القتل ، لئلا يهلكوا ابني . فقال : حي هو الرب ، إنه لا تسقط شعرة من شعر ابنك إلى الأرض

  12   فقالت المرأة : لتتكلم جاريتك كلمة إلى سيدي الملك . فقال : تكلمي

  13   فقالت المرأة : ولماذا افتكرت بمثل هذا الأمر على شعب الله ؟ ويتكلم الملك بهذا الكلام كمذنب بما أن الملك لا يرد منفيه

  14   لأنه لابد أن نموت ونكون كالماء المهراق على الأرض الذي لا يجمع أيضا . ولا ينزع الله نفسا بل يفكر أفكارا حتى لا يطرد عنه منفيه

  15   والآن حيث إني جئت لأكلم الملك سيدي بهذا الأمر ، لأن الشعب أخافني ، فقالت جاريتك : أكلم الملك لعل الملك يفعل كقول أمته

  16   لأن الملك يسمع لينقذ أمته من يد الرجل الذي يريد أن يهلكني أنا وابني معا من نصيب الله

  17   فقالت جاريتك : ليكن كلام سيدي الملك عزاء ، لأنه سيدي الملك إنما هو كملاك الله لفهم الخير والشر ، والرب إلهك يكون معك

  18   فأجاب الملك وقال للمرأة : لا تكتمي عني أمرا أسألك عنه . فقالت المرأة : ليتكلم سيدي الملك

  19   فقال الملك : هل يد يوآب معك في هذا كله ؟ . فأجابت المرأة وقالت : حية هي نفسك يا سيدي الملك ، لا يحاد يمينا أو يسارا عن كل ما تكلم به سيدي الملك ، لأن عبدك يوآب هو أوصاني ، وهو وضع في فم جاريتك كل هذا الكلام

  20   لأجل تحويل وجه الكلام فعل عبدك يوآب هذا الأمر ، وسيدي حكيم كحكمة ملاك الله ليعلم كل ما في الأرض

  21   فقال الملك ليوآب : هأنذا قد فعلت هذا الأمر ، فاذهب رد الفتى أبشالوم

  22   فسقط يوآب على وجهه إلى الأرض وسجد وبارك الملك ، وقال يوآب : اليوم علم عبدك أني قد وجدت نعمة في عينيك يا سيدي الملك ، إذ فعل الملك قول عبده

  23   ثم قام يوآب وذهب إلى جشور وأتى بأبشالوم إلى أورشليم

  24   فقال الملك : لينصرف إلى بيته ولا ير وجهي . فانصرف أبشالوم إلى بيته ولم ير وجه الملك

  25   ولم يكن في كل إسرائيل رجل جميل وممدوح جدا كأبشالوم ، من باطن قدمه حتى هامته لم يكن فيه عيب

  26   وعند حلقه رأسه ، إذ كان يحلقه في آخر كل سنة ، لأنه كان يثقل عليه فيحلقه ، كان يزن شعر رأسه مئتي شاقل بوزن الملك

  27   وولد لأبشالوم ثلاثة بنين وبنت واحدة اسمها ثامار ، وكانت امرأة جميلة المنظر

  28   وأقام أبشالوم في أورشليم سنتين ولم ير وجه الملك

  29   فأرسل أبشالوم إلى يوآب ليرسله إلى الملك ، فلم يشأ أن يأتي إليه . ثم أرسل أيضا ثانية ، فلم يشأ أن يأتي

  30   فقال لعبيده : انظروا . حقلة يوآب بجانبي ، وله هناك شعير . اذهبوا وأحرقوه بالنار . فأحرق عبيد أبشالوم الحقلة بالنار

  31   فقام يوآب وجاء إلى أبشالوم إلى البيت وقال له : لماذا أحرق عبيدك حقلتي بالنار

  32   فقال أبشالوم ليوآب : هأنذا قد أرسلت إليك قائلا : تعال إلى هنا فأرسلك إلى الملك تقول : لماذا جئت من جشور ؟ خير لي لو كنت باقيا هناك . فالآن إني أرى وجه الملك ، وإن وجد في إثم فليقتلني

  33   فجاء يوآب إلى الملك وأخبره . ودعا أبشالوم ، فأتى إلى الملك وسجد على وجهه إلى الأرض قدام الملك ، فقبل الملك أبشالوم


العودة إلى الصفحة الرئيسية

Return previous page

شكر وتقدير