الكتاب المقدس
الفصل 5:1 - 31
الفصل 5
1 بيلشاصر الملك صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف ، وشرب خمرا قدام الألف
2 وإذ كان بيلشاصر يذوق الخمر ، أمر بإحضار آنية الذهب والفضة التي أخرجها نبوخذنصر أبوه من الهيكل الذي في أورشليم ، ليشرب بها الملك وعظماؤه وزوجاته وسراريه
3 حينئذ أحضروا آنية الذهب التي أخرجت من هيكل بيت الله الذي في أورشليم ، وشرب بها الملك وعظماؤه وزوجاته وسراريه
4 كانوا يشربون الخمر ويسبحون آلهة الذهب والفضة والنحاس والحديد والخشب والحجر
5 في تلك الساعة ظهرت أصابع يد إنسان ، وكتبت بإزاء النبراس على مكلس حائط قصر الملك ، والملك ينظر طرف اليد الكاتبة
6 حينئذ تغيرت هيئة الملك وأفزعته أفكاره ، وانحلت خرز حقويه ، واصطكت ركبتاه
7 فصرخ الملك بشدة لإدخال السحرة والكلدانيين والمنجمين ، فأجاب الملك وقال لحكماء بابل : أي رجل يقرأ هذه الكتابة ويبين لي تفسيرها فإنه يلبس الأرجوان وقلادة من ذهب في عنقه ، ويتسلط ثالثا في المملكة
8 ثم دخل كل حكماء الملك ، فلم يستطيعوا أن يقرأوا الكتابة ، ولا أن يعرفوا الملك بتفسيرها
9 ففزع الملك بيلشاصر جدا وتغيرت فيه هيئته ، واضطرب عظماؤه
10 أما الملكة فلسبب كلام الملك وعظمائه دخلت بيت الوليمة ، فأجابت الملكة وقالت : أيها الملك ، عش إلى الأبد لا تفزعك أفكارك ولا تتغير هيئتك
11 يوجد في مملكتك رجل فيه روح الآلهة القدوسين ، وفي أيام أبيك وجدت فيه نيرة وفطنة وحكمة كحكمة الآلهة ، والملك نبوخذنصر أبوك جعله كبير المجوس والسحرة والكلدانيين والمنجمين . أبوك الملك
12 من حيث إن روحا فاضلة ومعرفة وفطنة وتعبير الأحلام وتبيين ألغاز وحل عقد وجدت في دانيآل هذا ، الذي سماه الملك بلطشاصر . فليدع الآن دانيآل فيبين التفسير
13 حينئذ أدخل دانيآل إلى قدام الملك . فأجاب الملك وقال لدانيآل : أأنت هو دانيآل من بني سبي يهوذا ، الذي جلبه أبي الملك من يهوذا
14 قد سمعت عنك أن فيك روح الآلهة ، وأن فيك نيرة وفطنة وحكمة فاضلة
15 والآن أدخل قدامي الحكماء والسحرة ليقرأوا هذه الكتابة ويعرفوني بتفسيرها ، فلم يستطيعوا أن يبينوا تفسير الكلام
16 وأنا قد سمعت عنك أنك تستطيع أن تفسر تفسيرا وتحل عقدا . فإن استطعت الآن أن تقرأ الكتابة وتعرفني بتفسيرها فتلبس الأرجوان وقلادة من ذهب في عنقك وتتسلط ثالثا في المملكة
17 فأجاب دانيآل وقال قدام الملك : لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيري . لكني أقرأ الكتابة للملك وأعرفه بالتفسير
18 أنت أيها الملك ، فالله العلي أعطى أباك نبوخذنصر ملكوتا وعظمة وجلالا وبهاء
19 وللعظمة التي أعطاه إياها كانت ترتعد وتفزع قدامه جميع الشعوب والأمم والألسنة . فأيا شاء قتل ، وأيا شاء استحيا ، وأيا شاء رفع ، وأيا شاء وضع
20 فلما ارتفع قلبه وقست روحه تجبرا ، انحط عن كرسي ملكه ، ونزعوا عنه جلاله
21 وطرد من بين الناس ، وتساوى قلبه بالحيوان ، وكانت سكناه مع الحمير الوحشية ، فأطعموه العشب كالثيران ، وابتل جسمه بندى السماء ، حتى علم أن الله العلي سلطان في مملكة الناس ، وأنه يقيم عليها من يشاء
22 وأنت يا بيلشاصر ابنه لم تضع قلبك ، مع أنك عرفت كل هذا
23 بل تعظمت على رب السماء ، فأحضروا قدامك آنية بيته ، وأنت وعظماؤك وزوجاتك وسراريك شربتم بها الخمر ، وسبحت آلهة الفضة والذهب والنحاس والحديد والخشب والحجر التي لا تبصر ولا تسمع ولا تعرف . أما الله الذي بيده نسمتك ، وله كل طرقك فلم تمجده
24 حينئذ أرسل من قبله طرف اليد ، فكتبت هذه الكتابة
25 وهذه هي الكتابة التي سطرت : منا منا تقيل وفرسين
26 وهذا تفسير الكلام : منا ، أحصى الله ملكوتك وأنهاه
27 تقيل ، وزنت بالموازين فوجدت ناقصا
28 فرس ، قسمت مملكتك وأعطيت لمادي وفارس
29 حينئذ أمر بيلشاصر أن يلبسوا دانيآل الأرجوان وقلادة من ذهب في عنقه ، وينادوا عليه أنه يكون متسلطا ثالثا في المملكة
30 في تلك الليلة قتل بيلشاصر ملك الكلدانيين
31 فأخذ المملكة داريوس المادي وهو ابن اثنتين وستين سنة